Translate

الأحد، 18 أغسطس 2019

 «مسرحة المناهج المدرسية» للمواد العلمية والأدبية لجميع المواد
تابعونا على التلغرام والواتس والمدونه
      t.me/molemnady

تحويل النصوص الدراسية إلى دراما وحركة مسرحية تتناسب ومتطلبات عملية التعلم الحديثة من اجل تفعيل طرق إيصال المعلومة للطالب بشكل أفضل ومحبب في آن واحد مقارنة بالوضع الحالي والقضاء على الطرق التقليدية الروتينية خاصة وان عملية التعليم في الوقت الحاضر لم تعد تقتصر على تلقين الطالب المعلومات المدرسية

وإنما أصبحت المهمة الأساسية للعملية التربوية هي تربية الأبناء وإعدادهم لحياة المستقبل من خلال خلق جيل قادر على البذل والعطاء والإبداع والاستجابة لمتطلبات العصر والنهوض بالأمة وبناء الوطن، بعض ما أكدته أهداف مشروع «مسرحة المناهج المدرسية» للمواد العلمية والأدبية لمختلف صفوف مدرسة ابن رشد للتعليم الأساسي في أبوظبي، ما حدا ب«الجيل» لتسليط الضوء على أهمية المشروع وطبيعة أهدافه التي تصب في خدمة المتعلم.

عبيد مفتاح مدير المدرسة أشار إلى ان أهمية هذه الخطوة تأتي في إطار سعي المدرسة إلى تعزيز فرصة فهم الطالب للدروس الأدبية والعلمية (المناهج) بعيدا عن التلقين المباشر وتحويل عملية التعلم من حفظ وتلقين إلى عملية ديناميكية تعتمد على التفاعل والمشاركة الجماعية،

لافتا إلى ان المشروع يهدف إلى تحويل النصوص الدراسية إلى دراما وحركة مسرحية تتناسب ومتطلبات المواد العلمية والأدبية من اجل تفعيل وابتكار طرق جديدة خاصة بإيصال المعلومة بكافة أشكالها للطالب بشكل أفضل عما هو عليه الحال في وقتنا الحاضر إلى جانب غرس المعلومة في ذهن الطالب وتوسيع مداركه العقلية والذهنية من خلال إشراكه بطرق إيصال المعلومات المدرسية المطلوبة لخدمة المنهج الدراسي ولتحسين مخرجات التعلم الحديث.

حقل تعليمي

واعتبر فيصل عبدالله الدرمكي مدرس الجغرافيا عضو لجنة المشروع ان مسرحة المناهج من انجح الوسائل التربوية لتحقيق الخبرة المباشرة للطلاب سواء للمؤدي أو المتلقي، فهي تحول المدرسة إلى ميدان علمي ثقافي وترفيهي محبب في نفوس الطالب، حيث تنقل المادة الأدبية أو العلمية من صورة جامدة إلى صورة شيقة وجذابة مما يساعد ويسهل عملية الاستيعاب والفهم، لأن الدرس الممسرح الذي يشاهده الطالب بعينيه ويسمعه بأذنيه يتفاعل معه بحواسه ووجدانه مما يجعل الدرس راسخا في ذهنه أكثر.

ويؤكد الدرمكي ان أساس فكرة مشروع مسرحة المناهج الدراسية تقوم على أساس تحويل المدرسة إلى حقل تعليمي تتوفر فيه كل مقومات العملية التعليمية بأسرها والتي تنمي عقلية الطالب من خلال اللجوء إلى ابتكار الوسائل الحديثة التي تعمل على ربط الطالب بالمدرسة وبيئته التعليمية وعدم القبول أو الرضوخ لمسؤول محدد والانطلاق نحو آفاق تعليمية جديدة أوسع وأعمق من الطرق الحالية.

بيئة جاذبة

وحول اثر المشروع في تحصيل الطلاب أوضح خالد الحوسني منسق مادة الاجتماعيات في المشروع ان توفير الأدوات والوسائل التعليمية الحديثة يساعد الطالب على الاستيعاب بشكل أفضل خاصة وان هذه الوسائل تركز على أكثر من حاسة من الحواس في آن واحد

ومما لا شك فيه ان المشروع يسهم وبصورة فائقة في جذب الطلاب للمدرسة واستغلال أوقات فراغهم في أنشطة مفيدة تخدم العملية التعليمية مؤكدا ان المشروع سيترك بصمة واضحة على تحصيل الطلاب من خلال قيام إدارة المدرسة والمنطقة التعليمية بتوفير مختلف الوسائل التعليمية المشوقة التي تسهم في جذب الطلاب نحو العلم والتعلم ومتابعة التحصيل العلمي بكفاءة وحماس اكبر.

فكرة رائدة

ويتفق اشرف محمد توفيق مدرس الحاسوب عضو فريق المشروع مع ما طرحه زميله الحوسني، مؤكدا ان فكرة مشروع مسرحة المناهج فكرة رائدة تسهم في تحقيق الأهداف التعليمية وتهتم بالبناء الكامل للطالب من خلال تنويع أساليب تقديم المعلومة وتحديثها بما يتلاءم وقدرات الطلاب ومستوياتهم العلمية والذهنية لافتا إلى ان عملية مسرحة المناهج تحد من عملية التلقين المباشر، حيث ان مسرحة المواد والمناهج الدراسية تترك أثراً في نفوس الطلبة بشكل أفضل بما يكفل خدمة العملية التعليمية.

ويشير اشرف توفيق إلى ان الطرق التقليدية الخاصة بتلقين المعلومات لم تعد مجدية وبات من ضروريات الحياة البحث عن الوسائل الحديثة التي تواكب متطلبات العصر التكنولوجي والثورة المعرفية.

وأضاف: لمسرحة المناهج أهداف كثيرة، فبالنسبة للطالب تخفف هذه الوسائل من حدة الدروس التقليدية وتقضي على الأشكال الروتينية للتلقين من خلال اللجوء إلى الإثارة والمتعة عند إلقاء الدروس. ويرى مدرس الحاسوب ان مسرحة المواد العلمية تساعد مخيلة الطالب الصغير على فهم العالم وما فيه من عناصر أساسية للعلوم،

ففي الرياضيات يمكن ربط موضوعاتها بالحياة اليومية للمتعلم عن طريق البيع والشراء والمكسب والخسارة، فتتحول بذلك الأرقام والعمليات الحسابية المجردة إلى مدركات محسوسة لدى الطالب، مشيرا إلى انه يمكن تعميم الظاهرة في العلوم أيضا، حيث الظواهر العلمية كثيرة في الحياة كظاهرة تبخر الماء وتكوين الغيوم والأمطار.

تنمية العقول

ويرى محمد إبراهيم الجندي مدرس التربية الفنية ان المسرح المدرسي ليس مجرد نشاط ترفيهي، بل معمل لتدريب الطلاب على الكثير من القيم والمفاهيم، فهو رسالة معرفية وتعليمية إذ يثري قدرة الطالب على التعبير عن نفسه وتطور مهارات القيادة والمشاعر الإنسانية والمشاركة الوجدانية والتعاون وغيرها، وتؤهله بالتالي إلى التعامل كإنسان واع مع مجتمعه.

ويقول الجندي ان الدراما عندما تصبح جانبا حيويا من جوانب الحياة فإنها تساعد بشكل كبير على تنمية العقول، وتكون مؤثرة في بناء الفهم وتوسيع المدركات العامة والخاصة، وتأخذ الكثير من التفكير الجدي في استخدامها كوسيلة من وسائل الإيضاح في تدريس العديد من المواد الدراسية،

ويشير إلى ان التربية عملية نمو مستمرة تتجه إلى تنمية قدرات الفرد إلى أقصى حد ولكي تحقق هذا الهدف فلابد من إيجاد وسيلة أو مجموعة من الأنشطة والمعارف والمهارات يطلق عليها المنهج، وعلى المنهج ان يتجدد ويتطور ليساير النمو الحادث في المجتمع، بأساليب جيدة توصل خبرات المنهج للطلبة اثر تحقيق الهدف المنشود من الموقف التعليمي، حيث يكون الطالب محور النشاط، ومن أهم الأنشطة التي يمكن الاستفادة منها في توصيل هذه الخبرات هو مسرحة المناهج.

ويلفت الجندي إلى ان الهدف من المسرحة هو الخروج بهذه المواد من الحدود الصفية الضيقة إلى صور حية متحركة مما يجعلها أكثر اقتناعا وحيوية، حيث يتحول النص الدرسي بين دفتي الكتاب إلى نص تمثيلي على شكل صوت وصورة وحركة.

ويقول خالد محمد الباسوسي مدرس تربية موسيقية إذا كان المسرح من الفنون المهمة فإن مسرحة المناهج منه على درجة أهم من جوانب عديدة لأن هذه الوسيلة هي من أحدث الأساليب في التربية، والتي تستخدم المسرح وسيلة مساعدة في تعليم الطالب وتثقيفه، والتي تحول حجرة الدرس إلى حجرة مسرحية،

وتخرج بعملية التدريس من شكلها التقليدي المعتاد إلى صورة مشوقة تكسر حدة الملل، فتستخدم مسرحة المناهج كوسيلة تربوية ناجحة في تدريس الكثير من المواد، أو كطريقة من طرق التدريس، لأنها تقدم فقرات المنهج الدراسي أو الفكرة للمتعلمين بطريقة جذابة ومشوقة ومسلية عن طريق التمثيل الذي يهدف إلى إدخال الفكرة أو المعلومة إلى أذهان المعلمين لتوصيل وتبسيط المعلومة لهم بطريق مباشر في قالب محبب إلى قلوبهم.

توجهات استراتيجية

ويؤكد الباسوسي توافق المشروع الذي تنفذه المدرسة مع التوجهات الإستراتيجية للمنطقة التعليمية ورؤية ورسالة المدرسة وهو النجاح في تحسين انجازات جميع الطلبة والارتقاء بالمستوى التحصيلي لهم في جميع المواد الدراسية وتوفير الأنشطة الإثرائية بما يحقق رؤية ورسالة المدرسة في إعداد جيل ملتزم ومبدع في فكرة من خلال منظومة تربوية جاذبة وبمشاركة مجتمعية فاعلة.

ويحدد الباسوسي مراحل المشروع من خلال قيام إدارة المدرسة وبالتعاون مع المنطقة بإنشاء قسم خاص لأعمال النجارة وكيفية عمل مناظر وديكورات للمسرحيات المختلفة، وإنشاء استديو خاص للتسجيل ذي مواصفات جيدة تخدم المدرسة والمشروع بشكل خاص والمنطقة بشكل عام، حيث يتم التسجيل فيه بدرجة نقاوة عالية. كما يتم تسجيل المسرحيات صوتيا على CD أو أشرطة وتوزيعها على مدارس المنطقة.

الفريق الواحد

الطالب إبراهيم عمار دنوره قال: وجدت تشجيعا من قبل الأساتذة بالمدرسة والمشرفين على المشروع حيث قدموا لنا العديد من القصص الناجحة والتي ساهمت في تحبيب المسرح والتمثيل، مشيرا إلى ان هناك أسساً كثيرة للمسرح يجب تعلمها ويأمل تعلمها في المدرسة.

ويشاركه الرأي كل من الطالبين محمد زياد البطران ومحي الدين خالد حيث أشارا إلى ان مشاركتهما في المسرح المدرسي أكسبتهما القدرة على التعبير الصحيح في التخاطب والتحدث والكتابة والكلام بلغة سليمة إلى جانب التفكير المنظم، وقال الطالب احمد عبدالكريم ان مشاركته في المسرح المدرسي أكسبته الثقة بالنفس، وتعود النظام واحترام الوقت والتعاون بين الطلاب، والعمل بروح الفريق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شكرا لكم

كيف نصلح التعليم

  إصلاح التعليم عملية معقدة تتطلب جهدًا مشتركًا من جميع أطراف المجتمع، بدءًا من صانعي القرار إلى المعلمين إلى أولياء الأمور إلى الطلاب أنفسه...