Translate

الأحد، 11 أغسطس 2019

تحليل محتويات المناهج التعليمية

تابعونا على التلغرام والواتس  t.me/molemnady
                                                                                                                                 
مقدمة:
يتميز العصر الحالي بالنمو العلمي المتسارع ويرافقه تطور إبداعي تكنولوجي مما انعكس بصورة واضحة على مناهج التعليم العام وظهرت الحاجة واضحة لمراجعة المناهج وتحليلها وتقويمها وتطويرها لمواكبة التطور العلمي والتكنولوجي ومن ثم مراجعة وتحليل وتطوير مناهج المرحلة الجامعية للمساهمة في بناء قدرات المتعلمين الذين يتم إعدادهم لممارسة مهنية في المجتمع بحيث يصبحوا بناة للحضارة ويساهموا في دفع عجلة تطوير المجتمع.
تحليل المحتوى:
يقصد بعملية تحليل المحتوى الوصف الموضوعي والمنظم والكمي للمضمون الظاهر للمادة العلمية ويتم استخدامه لمعرفة مدى تضمين محتوى المناهج جوانب التعلم الأساسية للمحتوى.
المحتوى العلمي:
مجموعة الحقائق والمفاهيم والمبادئ والقوانين والقواعد والنظريات وأساليب التفكير التي تترابط مع بعضها البعض بطريقة تسهل وتيسر على المتعلم المرور بخبرات تربوية تنمي القيم والميول والاتجاهات والمهارات اللازمة لتحقيق الأهداف التربوية.
وبناء على ذلك تعتبر جوانب التعلم الأساسية هي:
الحقائق: نتاجات معرفية مفردة وخاصة يحصل عليها الإنسان من خلال الإدراك الحسي وتتسم بالتكرار وتعتمد على الملاحظة الدقيقة والموضوعية والمجردة.
المفاهيم: الصورة الذهنية للمدركات الحسية أو المجردة وتتكون من تجريد عدة صفات مشتركة لعدة ظواهر ويتكون من اسم ودلالة لفظية.
المبادئ: علاقة كيفية بين المفاهيم وتُصاغ في صورة عبارة صحيحة علمياً لها صفة الشمول ويمكن التوصل إليها من خلال التفكير.
القوانين: علاقة كمية بين المفاهيم وهي عبارات صحيحة علمياً يعبر عنها رمزياً وتُحسب كمياً وتتسم بالثبات النسبي.
القواعد: علاقات كمية وكيفية بين المفاهيم العلمية ولها صفات القانون العلمي.
النظريات: إطار نظري يقوم على افتراضات وتصورات ذهنية تم التحقق منها بالتجريب تفسر العلاقة بين الحقائق والمفاهيم والمبادئ والقوانين وتساعد على التنبؤ والتحكم والضبط للظواهر المختلفة.
القيم: مواقف تنمو وتستقر في المجتمعات وتصبح معايير يقاس من خلالها سلوك الأفراد لها مجموعة من المكونات المعرفية والانفعالية والمهارية تحدد كل موقف.
الاتجاهات: شعور الفرد النسبي تجاه ظاهرة معينة ويعبر عنه بالقبول أو الرفض لمجموعة من المكونات المعرفية والانفعالية والمهارية ويظهر المكون الانفعالي بصورة تنبئ بسلوك المتعلم.
الميول: اهتمامات وتنظيمات وجدانية تظهر في سلوك المتعلم يمكن ملاحظاتها وقياسها.
أساليب التفكير: القدرات العقلية المختلفة التي يمكن توظيفها بالمادة الدراسية وهي عدة أنماط منها: تفكير علمي، وناقد، وتأملي، وحل المشكلة، وإبداعي... إلخ.
المهارات: قدرة المتعلم على القيام بعمل معين بسرعة ودقة وإتقان وتوفير في الوقت والجهد مثل: استخدام الأجهزة والأدوات، والتحكم فيها، ومهارات الاتصال، والتواصل العلمي، ومهارات حل الأسئلة: كمياً وكيفياً، ومهارات عمليات التعلم.
المعايير الأساسية لتنظيم محتوى المنهج:
الارتباط بالأهداف التربوية بحيث تكون مرتبطة بالفلسفة العامة والواقع الثقافي والاجتماعي وتراعي جوانب النمو الشامل للمتعلم المعرفية والوجدانية والمهارية وتساعد على تحقيق المخرجات الأساسية للتعلم.
التنظيم المنطقي والسيكولوجي لمحتوى المنهج:
 التنظيم المنطقي ويعني عرض المادة العلمية بصورة متسلسلة متدرجة مترابطة ومن البسيط للمعقد ومن القديم للحديث ومن الملموس للمجرد والتنظيم السيكولوجي يعني عرض المادة العلمية في مستوى تفكير الطالب ونضجه العقلي وقدراته الذهنية وتُراعي احتياجاته العقلية، والنمائية، والاجتماعية... إلخ، وميوله واهتماماته مرتبطة بخبراته السابقة.
التنظيم الرأسي لمحتوى المنهج:
 يقصد بالتنظيم الرأسي التتابع بمحتوى المادة الدراسية الواحدة بحيث تتضمن كل مرحلة دراسية معارف وخبرات أكثر تركيباً وتعقيداً من المعارف والخبرات التي كانت متضمنة في المرحلة السابقة وتتطلب تحليلاً أكثر عمقاً واتساعاً للأفكار والمفاهيم ومهارات أكثر تركيباً وهذا يظهر استمرار المحتوى ولا يظهر التكرار بحيث يتم تنازل الخبرات بصورة أكثر اتساعاً وعمقاً وتعدل في الخبرات السابقة التي تساعد بناء بنية معرفية متطورة للمتعلم.

التنظيم الأفقي لمحتوى المنهج:
يحقق التنظيم الأفقي مبدأ التكامل والترابط بين محتويات المادة الدراسية الواحدة وبين المواد الدراسية المختلفة في المرحلة الواحدة مثلاً: تتكامل مفاهيم علم الفيزياء مع مفاهيم علم التفاضل والتكامل مما يساعد في فهم أعمق وأشمل للمادتين. 
الشمول والعمق:
 يعرض محتوى المادة العلمية بصورة شاملة لجميع المجالات العلمية التي تغطيها المادة العلمية بحيث تعطي فكرة واضحة عن المادة العلمية ونظامها بدرجة من العمق بحيث تتناول هذه المجالات أساسيات المادة العلمية والمبادئ والمفاهيم والأفكار الأساسية ويتم تحديد تلك المجالات حسب حاجة الطلبة لها ويتم تقسيمها حسب المراحل التعليمية التي يجب أن يمر بها الطالب حيث يظهر التوازن بصورة واضحة بين الكم والكيف للمادة العلمية.
الصدق والدلالة:
 تُعرض المادة التعلمية بحيث تكون أكثر حداثة وصحيحة علمياً من الناحية العلمية البحتة ويمكن استخدامها في مواقف تطبيقية على مجالات واسعة ومواقف متنوعة وتساعد الطالب على البحث والاكتشاف والتفكير وتوظيفها في الحياة وحل المشكلات الحياتية المختلفة.
تحليل محتوى المنهاج:
للقيام بعملية تحليل المحتوى لابد من القيام بالخطوات التالية:
قراءة محتوى المادة العلمية قراءة جيدة وتحديد جوانب التعلم الأساسية المراد دراستها داخل المحتوى، وقبل الخوض في عملية التحليل يجب تحديد جوانب التعلم الأساسية للمادة حسب طبيعتها والتعريفات الإجرائية لها حيث: لكل مادة بنية منظمة ومفاهيم وطرق تفكير خاصة.
يتم دراسة كل وحدة من المادة الدراسية على حدة وتحديد كافة جوانب المتعلم المتضمنة فيها ويتم التركيز بشكل أساسي على المفاهيم الرئيسة للمادة.
بعد تحديد المفاهيم الرئيسة للمادة الدراسية توضع في جداول تحدد من خلالها التسلسل الرأسي للمفاهيم ومدى الترابط وهل تساعد طريقة عرض المفاهيم في التوصل للمبادئ والقوانين المرتبطة بها، ويدرس بغية التدرج الهرمي للمفاهيم والترابط الأفقي بين مفاهيم المادة الواحدة ومفاهيم المواد الأخرى.
تحديد نقاط الضعف الأساسية والقفزات غير المنطقية في عرض المفاهيم في المراحل المتتالية.
تحديد مجالات المادة الدراسية التي تم تناولها في المادة الدراسية بصورة جيدة والمجالات التي تم تناولها بصورة ضعيفة والمجالات التي لم يتم تناولها.
دراسة مدى عمق أو سطحية المفاهيم المتناولة والكيفية اللازمة لتناول هذه المفاهيم.
تحديد المجالات الأساسية للمادة الدراسية الواجب توافرها في مناهج المرحلة الجامعية مع مراعاة التدرج الهرمي للمفاهيم ومراعاة كافة المعايير التي سبق عرضها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شكرا لكم

كيف نصلح التعليم

  إصلاح التعليم عملية معقدة تتطلب جهدًا مشتركًا من جميع أطراف المجتمع، بدءًا من صانعي القرار إلى المعلمين إلى أولياء الأمور إلى الطلاب أنفسه...