Translate

الاثنين، 12 أغسطس 2019

التطور التاريخي لمفهوم التكنولوجيا

تابعونا على التلغرام والواتس  t.me/molemnady

نعيش اليوم عصرا يتجدد ويتغير على مدار الساعة وحيثما نظرنا في ميادين العلم والمعرفة تطالعنا أسماء جديدة ومخترعات حديثة لا عهد لنا بها وحتى في ميدان التربية والتعليم يفرض هذا الواقع وجوده في جميع المجالات  ولعل في مقدمة ما ورد إلينا اصطلاح ” تقنيات التعليم ” ومع تكدس المدارس بالعديد من هذه الوسائل والأجهزة بما تمثله من جزء بسيط تحت مظلة ” تقنيات التعليم ” إلا أن استيعاب رجل الشارع والطالب وحتى المدرس أو المسئول عن العملية التعليمية في المدرسة لهذا المفهوم مازال دون المستوى المطلوب بل وفي العديد من المجتمعات والدول أثيرت أسئلة تدور في معظمها حول ما إذا كانت ” تقنيات التعليم ” هي نزعة واتجاه نحو الرفاهية التعليمية أم أنها ضرورة حتمتها الظروف المحيطة بالعملية التعليمية لضمان تعليم أفضل وتعلم أفضل .

رغم أن مصطلح تقنيات التعليم  Instructional Technology   ظهر في النصف الأخير من القرن العشرين إلا جذوره تعود إلى تقريبا بداية ذلك القرن فقد جاء ما “سمي بالخط الزمني لتقنيات التعليم ” أنه في عام :
      1899م نشر جون ديوي كتاب ” المدرسة والمجتمع “.
      1905م افتتح أول متحف مدرسي يحتوي على شرائح , صور , أفلام , مجسمات ونماذج كمتمم للتعليم اللفظي .
      1913م صرح توماس أديسون بإمكانية تدريس أي فرع من فروع المعرفة بواسطة الصور المتحركة .
       الفترة من عام 1918 – 1928 م شهدت نموا كبيرا حركة التعليم البصري فقد قدمت مقررات رسمية في التعليم البصري وكذلك تم تكوين المجلات والمؤسسات وتنفيذ الدراسات في مجالات التربية البصرية . مثل إنشاء “الأكاديمية الوطنية للتعليم البصري ” وقسم التعليم البصري ” في عام 1923م وكذلك تأسست ” الصور التعليمية المتحركة التربوية الأمريكية” في عام 1919م.

     خلال العشرينات ازداد استخدام المعينات البصرية في الفصول الدراسية والتي عرفت حركة التعليم البصري.
      1932م تأسست  جمعية الاتصالات والتكنولوجيا التربوية ( AECT   ).
     خلال الأربعينات من القرن العشرين سخرت لدعم المجهود الحربي للولايات المتحدة الأمريكية عند دخولها الحرب العالمية الثانية حيث أنتجت أفلام وصور وشرائح لتدريب الجنود .
       1946م قدم إجار ديل مخروط الخبرة .
      كذلك خلال الأربعينات تحولت حركة التعليم البصري إلى التعليم السمع بصري .
      1954م دافع سكنر التعليم المبرمج .
     خلال الخمسينات والستينات بدء بعض التغيير الذي كان له التأثير العميق على حقل التعليم السمع بصري والذي تمثل في دمج نظرية الاتصال ونظرية النظم في حقل التعليم السمع بصري . فحل مصطلح ” الاتصال السمع بصري ” Audiovisual communications  محل مصطلح ” التعليم السمع بصري” Audiovisual Instruction
    1925 دعا جمس فن وارثر لمسدايني إلى حرفية الاتصال السمع بصري ( الحاجة إلى النظرية والبحث ) وتوسيع هذا الميدان إلى مجال تقنيات التعليم .
    خلال الخمسينيات دخل التلفزيون الفصل المدرسي .
      خلال الستينات قدم جلازر مصطلح تطوير نظم التعليم  Instructional systems Development وظهر كذلك أسلوب منحنى النظم System Approach
      خلال السبعينات والثمانينات ظهر عدد من نماذج التصميم التعليمي مثل نموذج جانيه وغيره.

      خلال الثمانينات دخل الحاسب الالي كمساعد في عملية التعليم والتعلم .
      في التسعينات بدء دخول الانترنت في التعليم .
       في عام 1999م ظهر الجيل الثاني من نماذج التصميم التعليمي .

تعريفات تكنولوجيا التعليم :
 تكنولوجيا التعليم هي طريقة منظمة في تصميم العملية الكاملة للتعلم والتعليم وتنفيذها وتقويمها في ضوء أهداف محددة بناء على البحث في التعلم والاتصال الإنساني وتوظف مزيجا من المصادر البشرية وغير البشرية لتحقيق تعليم أكثر فاعلية .

تعريف  جمعية الاتصالات التربوية والتكنولوجيا  ( 1994 م ) :
� تكنولوجيا التعليم هي النظرية والتطبيق في تصميم العمليات والمصادر وتطويرها واستخدامها وإدارتها وتقويمها من اجل التعلم .

مراحل تطور مفهوم تقنيات التعليم :
مرّ تطور مفهوم تقنيات التعليم بعدة مراحل إلى أن وصل إلى تعريفه الحالي، هذه المراحل التطورية كان أولها حركة التعليم السمعي ثم حركة التعليم البصري، ثم حركة التعليم السمعي البصرية ، ثم جاء بعد ذلك مفهوم الاتصال ، ثم مفاهيم النظم ، وصولا إلى المفهوم الحالي الذي أقرته جمعية الاتصالات والتكنولوجيا التربوية الأمريكية ( AECT ) .

ويمكن إيجاز مراحل تطور مفهوم تقنيات التعليم على النحو التالي

أولاً:- حركة التعليم السمعي :
هو طريقة تعلم يتعلم فيها الفرد من خلال الاستماع. والمتعلم السمعي يعتمد على السمع والنطق باعتبارهما وسيلة رئيسية للتعلم.[1] يجب على المتعلمين سمعيًا أن يكونوا قادرين على سماع ما يقال حتى يتمكنوا من الفهم وربما يجدون صعوبة في التعليمات المكتوبة. كما أنهم يستخدمون مهارات الاستماع والتكرار لتصنيف المعلومات التي يتم إرسالها إليهم وتضم الوسائل التي تعتمد في عملية التعلم على حاسة السمع ومنها : المذياع ، والمسجل ومكبرات الصوت ومختبرات اللغة وكل ما يسمع .

ثانياً:- حركة التعليم البصري :
في هذه المرحلة كان ينظر لتقنيات التعليم على أنها أية أداة ــ سواء كانت صورة أو نموذجا أو سواهما تقدم للمتعلم خبرة مرئية محسوسة بهدف تحقيق الأهداف التعليمية.
وتشمل الوسائل التي تعتمد في عملية التعلم واكتساب الخبرات على حاسة البصر ومنها : الكتب والمجلات والخرائط والأفلام الصامتة والسبورة التعليمية والعينات والنماذج المجسمة والشرائح التعليمية والفانوس السحري وجهاز العارضة فوق الرأس وكل ما تبصره العين .

ثالثاً :- حركة التعليم السمعي البصرية :-
اعتبرت تقنيات التعليم في هذه المرحلة من مراحل التطور مجموعة من الأدوات والأجهزة التي تستخدم لنقل المعرفة والخبرات والأفكار من خلال حاستي السمع والإبصار ، أي أن هذه المرحلة أضافت فقط عنصر الصوت إلى المرحلة السابقة إلا أن المفاهيم الأولية النظرية لكل من مفهومي الاتصال ومفهوم النظم كانت قد ظهرت في نهاية هذه المرحلة. وتضم الوسائل التي تعتمد في عملية التعلم واكتساب الخبرات على حاستي السمع والبصر في وقت واحد مثل السينما والأفلام التعليمية الناطقة والمتحركة  والتلفزيون التعليمي وجهاز الفيديو والدي في دي والحاسوب التعليمي  .

رابعاً :- مفهوم الاتصال :-
ينظر لمفهوم الاتصال كمرحلة من مراحل تطور مفهوم تقنيات التعليم؛ على أنه عملية ديناميكية يتم التفاعل فيها بين المرسل والمستقبل داخل مجال المعرفة الصفية ، وأضيف إلى هذا المفهوم، مفهومُ العمليات ، وبذلك أصبح الاهتمام بطرق التعليم أكثر من الاهتمام بالمواد والأجهزة التي اقتصرت عليها المرحلة السابقة ( حركة التعليم السمعي والبصري ) إذ أضاف مفهوم الاتصال تغييراً في الإطار النظري لمجال تقنيات التعليم ، فبدلاً من التركيز على الأشياء الموجودة في المجال، صار التركيز على العملية الكاملة التي يتم عن طريقها توصيل المعلومات من المصدر أي المرسل ، سواء كان المعلم ، أو بعض المواد والأجهزة ، إلى المستقبل ( المتعلم ) .

خامساً :- مفهوم النظم :-
النظام عبارة عن مجموعة من المكونات المرتبة والمنظمة التي تعمل معاً لتحقيق هدف مشترك ، ينظر هذا المفهوم لمجال تقنيات التعليم على أنه نظام تعليمي متكامل ، وأن المواد التعليمية هي مكونات للنظام التعليمي وليست معينات منفصلة أو مواد تعليمية مستقلة.
وارتبط مفهوم النظم بمصطلح آخر هو عملية تحليل النظم، وهي عملية تهتم بكيفية تنظيم المعرفة والمهارات، و بتحليل المهارات المعقدة والأفكار إلى أجزائها ومكوناتها بحيث يمكن تدريسها متسلسلة متتابعة .

سادساً :- العلوم السلوكية :-
قدمت الأهداف السلوكية مفهوماً جديداً لتقنيات التعلم ركز على سلوك المتعلم والظروف التي يحدث في ظلها التعلم ، حيث تحول النظر لمفهوم تقنيات التعليم في هذه المرحلة من مراحل التطور من المثيرات إلى السلوك المعزز، فهذه المرحلة تؤكد ضرورة استخدام الأدوات لمساعدة المعلم للتعزيز بدلاً من العرض، حيث ينظر إلى المعلم بوضعه الحالي على أنه غير قادر على تحقيق هذا التعزيز بنفسه .

سابعاً :- الكتاب الإلكتروني :
  هو مصطلح يستخدم لوصف نص مشابه  للكتاب في شكل رقمي ليعرض على شاشة الحاسب الآلي (الكمبيوتر) مرتبطاً ارتباطاً تكنولوجياً بالفيديو التفاعلي ويتم استخدامه بإيجابية في نظام التعليم عن بعد ويمكن للأقراص المدمجة (CD) اختزان كميات هائلة من المعلومات والبيانات في شكل نصي وفي صور رقمية ورسوم متحركة وصور ثابتة ومتحركة وكلمات منطوقة وغيرها من الأصوات التي تجذب انتباه الطالب وتعمل على إثارة تفكيره تجاه المشكلات الدراسية وغيرها من المشكلات الحياتية.

ثامناً :- التعلم الفردي :-
هو مجموعة من الإجراءات لإدارة عملية التعليم، بحيث يندمج المتعلم بمهمات تعليمية تعلُّمية تتناسب وحاجاته، وقدراته الخاصة، ومستوياته المعرفية والعقلية، ويهدف إلى تطويع التعلُّم وتكييفه، وعرض المعلومات بأشكال مختلفة تتيح للمتعلم حرية اختيار النشاط الذي يناسبه من حيث خلفية المعرفة السابقة، وسرعة تعلُّمه، بهدف تحقيق الأهداف المرغوب فيها إلى درجة الإتقان وتحت إشراف محدود من المعلم.
تاسعاً :- المنتدى الالكتروني :-
موقع على الإنترنت يتجمع الأشخاص من ذوي الاهتمامات المشتركة ليتبادلوا الأفكار والنقاش عن طريق إنشاء موضوع من قبل أحد أعضاء المنتدى، ومن ثم يقوم باقي الأعضاء بعمل مشاركات وردود داخل الموضوع للنقاش مع صاحب الموضوع.سواء بشكره على المعلومات التي قدمها بموضوعه أو نقده والتعليق على ما كتبه فيه. وهو أشبه بالمنتدى على أرض الواقع .
عاشراً :- تقنية المعلومات :-
حسب تعريف (مجموعة تقنية المعلومات الأمريكية) ITAA، هي "دراسة، تصميم، تطوير، تفعيل، دعم أو تسيير أنظمة المعلومات التي تعتمد على الحواسيب، بشكل خاص تطبيقات وعتاد الحاسوب"، تهتم تقنية المعلومات باستخدام الحواسيب والتطبيقات البرمجية لتحويل، تخزين، حماية، معالجة، إرسال، والاسترجاع الآمن للمعلومات.

الحادي عشر :- البرمجية التعليمية :-
هي أحد البرامج التطبيقية للحاسب الآلي وتستخدم لتدريب مستخدم الحاسب على أحد العلوم أو توضيح فكرة معينة بالرسوم والصور والبيانات والنصوص والصوت والفيديو. ومنها برامج التدريب على الرخصة الدوليةICDL وبرنامج الوجيز في الرياضيات وبرنامج السبورة الذكية وغيرها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شكرا لكم

كيف نصلح التعليم

  إصلاح التعليم عملية معقدة تتطلب جهدًا مشتركًا من جميع أطراف المجتمع، بدءًا من صانعي القرار إلى المعلمين إلى أولياء الأمور إلى الطلاب أنفسه...